الوزر أصبح وزرين
ما أصعب أن تحمل ثقلين على ظهرك وتسير بهما ، وهما يكادان يكسران ظهرك ، ثم تفقد القدرة على مقاومة الألم ولكن أنت مضطر لحملهما ، مجبور على السير بهما .
هكذا يلقى الله تعالى من كان سببا في غواية الآخرين وإضلالهم وإيقاعهم في المعصية ، ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون ).
ويقول تعالى ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ).
لا يكتفي الإنسان أن يكون فاسدا في نفسه ، عاصيا لربه ، متعاليا على آيات الله ، معرضا متكبرا عن قبول النصح والموعظة ، بل يقترب من الآخرين محاولا جرهم إلى ذات معصيته ، وعين فاحشته ، داعيا لهم إلى كل رذيلة ، آمرا لهم بكل معصية ، محببا إلى أنفسهم ما حرم الله ، ومزينا في أعينهم الفحش والمنكر ... فلا يدعهم حتى يقعوا في شراك المعصية ، فيغرقهم في المعاصي وربما سابقوه إليه وزادوا عليه في حبها والحرص عليها ، فيحمل وزره أن عمل فحشا وإثما ، ووزر من كان عونا لهم على المعصية ، فتتراكم الذنوب على قلبه ، وتتكدس السيئات في صحيفته .
فهل يستطيع الإنسان يوم القيامة أن يحمل وزره ويتخلص منه فضلا عن تحمله ذنوب هذا وسيئات ذاك ، فإن كنت فاسدا في نفسك فحاول إصلاحها وإياك ودعوة الآخرين إلى المعصية فحين تفعل ....أصبح الوزر وزرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق